سنن واداب عيد الأضحى المبارك

    

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم :اما بعد:

فان العيد في الإسلام هو مظهرٌ من مظاهرالبهجة والفرح الذى يمن الله تعالى به على عباده المسلمين : وهوا فرصة عظيمة لصفاء النفوس ولوحدة الكلمة والالفة والمحبة والتقاء القلوب  وقد شرع الله تعالى للمسلمين عيدين اثنين ليس لهما ثالث وهما يعودان كلّ عام عيد الفطر وعيد الأضحى"

 ولا عيد غيرهم للمسلمين إلّا يوم الجمعة جمعة فى الارض وعيد فى السماء  وأيّ عيد غير الفطر والاضحى هوا من البدع المحدثة وهو من الأمور المحرّمة شرعًا، والعيد لا يَعني أبدًا الانفلات من التكاليف  والتحلُّل من الأخلاق والآداب:  بل لا بُدَّ فى العيد من الانضباط بالضوابط الشرعيَّة ولابد من مراعاة الآداب والاخلاق وقد شرع لنا الشرع جملةٌ من الأحكام والسُّنن والآداب التى تتعلق بالعيد : والتى ينبغي على كل مسلم أن يراعيها وان يحرصَ عليها:

 وفى هذا المقال سنتعرف على ما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من سنن فى عيد الأضحى: 

وقبل الحديث عن سنن عيد الأضحى فلا بدّ من التعريف بهذا العيد المبارك  فعيد الأضحى هو أحد العيدين الذان شرعهما الله تبارك وتعالى  للمسلمين وعيد الاضحى يأتي بعد قيام المسلمين بأداء فريضةٍ  الحج و الوقوف بعرفة في اليوم التاسع من ذي الحجة: والعيد يكون يوم العاشر من ذي الحجة ويستمر أربعة أيام  ويعتبر عيد الأضحى احتفالًا بإتمام فريضة الحج  وكذلك فرحة للمسلم بالثواب والرحمة  وقد سمي هذا العيد بعيد الأضحى إلى أنّ غالبية المسلمين يقومون بذبح الأضاحي وتوزيعها على الفقراء والمساكين إحياءً لقصة نبيّ الله إبراهيم -عليه السلام- عندما امتثل لأمر ربّه وهمَّ بذبح ابنه إسماعيل -عليه السلام- فافتداه الله بكبش وأمر نبيّه إبراهيم بذبحه عوضًا عن ولده اسماعيل عليه السلام وعلى نبينا محمد افضل الصلاة والسلام "

سنن عيد الأضحى

و بما أنّ عيد الأضحى هو استكمالٌا لمناسك الحج  فلذالك فان سنن عيد الأضحى   تنقسم إلى قسمين، فمنها ما هو خاصٌ بالحجيج ومنها ما هو لعموم المسلمين وهى كاالتالي :سنن عيد الأضحى للحجيج :

تتمثل سنن عيد الاضحى للحجيج بالسنن والأعمال الواجب القيام بها في أول أيام عيد الأضحى وهو ما يُسمى بيوم النحر : وهويوم العاشر من ذي الحجة أمّا الأيام الثلاثة الباقية من ذي الحجة فهي أيام التشريق  ولكلّ يومٍ منها أعماله وسننه  أمّا سنن يوم النحر فهي صلاة الفجر في مزدلفة: فبعد وقفة عرفة يتوجه الحجيج إلى مزدلفة ويبيتون فيها: ومن سنن عيد الأضحى للحجيج صلاة الفجر في مزدلفة: ثم رمي الجمرات: فبعد طلوع الشمس في مزدلفة يتوجه الحجيج إلى منى ويرجمون الشيطان بسبع حصيّاتٍ صغيرة ويكبرون الله تعالى مع كلّ رمية:ثم ذبح الهدي: يجب على الحاج القارن أو المتمتع ذبح الهدي -أي الأضاحي- ويمكن ذبح الهدي في يوم النحر أو أحد أيام التشريق:

ثم الحلق والتقصير: وهو الإعلان بانتهاء مناسك الإحرام والتحلل منه  فالحلق والتقصير يعني التحلل من الإحرام بعد اتمام مناسك الحج ثم طواف الإفاضة: وهو أحد أركان الحج وهو الطواف الذي يقوم به الحجاج بعد عودتهم من منى والذي يكون سبع أشواطٍ كاملة: ثم السعي بين الصفا والمروة: وهو أحد أركان الحج والذي يكون سبع أشواطٍ كاملةً ويكون حسابها من الصفا للمروة شوط ومن المروة للصفا شوط وهكذا حتى انتهاء الأشواط السبعة:

سنن عيد الأضحى لعموم المسلمين

  سنن عيد الأضحى لعموم المسلمين تتجلى في القيام بأفعال وأقوال وردت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ويجب على المسلمين عامةً اتباع هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومما جاء من سنن عيد الأضحى لغيرالحجيج:

  التكبير: شرع الإسلام التكبيرويكون من فجر يوم عرفة، وحتّى عصر آخر يوم من أيام التشريق:  وتكون صيغة التكبير بقول المسلم: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد" ويجهر الرجال بالتكبير في المساجد والأسواق والبيوت وبعد الصلوات:

 الاغتسال والتطيب: يُحبب اغتسال الرجال وتطيبهم يوم العيد قبل الخروج لأداء صلاة العيد: وأمّا بالنسبة للمرأة فيُشرع لها الخروج إلى مصلّى العيد ولكنْ من غير تبرج ولا تطيّب : الصلاة: يجب أداء صلاة عيد الأضحى جماعةً مع المسلمين : وحضور خطبة العيد :

وتغيير الطريق عند الذهاب للمصلى: ويُفضل الاقتداء بالنبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم-

 فمن سنن عيد الأضحى التي كان يقوم بهاالنبي صلى الله عليه وسلم الذهاب من طريق والعودة من طريق آخر: والتهنئة بالعيد: فقد ثبت عن صحابة رسول الله -رضوان الله عليهم- تهنئة بعضهم البعض في العيد : ذبح الأضحية ويبدأ وقت ذبح الأضاحي بعد انتهاء صلاة العيد: ويستمر الوقت لمدة أربعة أيام  وهي أيام عيد الأضحى الأربع:

 الأكل من الأضحية: فقد جاء في نصّ الحديث الشريف: كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- لا يَغْدو يَومَ الفِطْرِ حتى يَأكُلَ: ولا يَأكُلُ يَومَ الأضْحى حتى يَرجِعَ، فيَأكُلَ مِن أُضحِيَّتِه: 

 حكم الأضحية وشروطها ذبح الأضاحي هو سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم:

يُستحب القيام بها: وعلى من أراد ذبح الأضحية معرفة الشروط الواجب توافرها في الأضحية المعدّة للذبح: وهذه الشروط ستة وهي على النحو التالي أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام أي من البقر أو الإبل أو الغنم اوالماعز:وأن تبلغ الأضحية السن المشروع لتقديمها كأضحية: وقد حدد الإسلام عمر الأضاحي بأن تكون مُسنة: وأن تكون خاليةٌ من العيوب سليمةً من الأمراض:  فيجب أن تكون الأضحية ليست عرجاء أو عمياء أو جرباء أو هزيلة. أن تكون الأضحية ملكًا للمضحي: أو يأذن صاحبها له بأخذها وذبحها:

 ألّا يتعلق بالأضحية حقٌ للغير كأن تكون مرهونةً أو من مال الورثة دون موافقتهم:

 أن تكون الأضحية في الأيام المحددة لها وهي يوم النحر وأيام التشريق:  حكم صيام أيام عيد الأضحى يُعد صيام أيام عيد الأضحى المبارك محرّمًا:  فقد جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من رواية أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه:  قال : نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عن صَوْمِ يَومِ الفِطْرِ ويوم النَّحْرِ وجاء في حديث آخر قوله -عليه الصلاة والسلام :أيامُ التشريقِ أيامُ أكلٍ وشربٍ وذكرٍ للهِ -عَزَّ وَجَلَّ : وبهذا يتبيّن أنّ صيام اليوم الأول من عيد الفطر وأيام عيد الأضحى الأربع حرام، لكن يجوز صوم أيام التشريق في حالةٍ واحدة، وهي صوم الحاج الذي لم يجد الهدي ووجب عليه فدية القيام بأحد محظورات الإحرام، فقد جاء في نصّ الحديث الشريف: "لَمْ يُرَخَّصْ في أيَّامِ التَّشْرِيقِ أنْ يُصَمْنَ إلَّا لِمَن لَمْ يَجِدِ الهَدْيَ